المملكة العربية السعودية وزارة التربية والتعليم
الإدارة العامة للتربية والتعليم (بنين) بمكة المكرمة مدرسة التنعيم الابتدائية
إعداد رائد النشاط الطلابي
المعلم: أحمد بن عمر عيوني
المرشد الطلابي: محمد شرف الدين الأهدل
إشراف مدير المدرسة:
منصور بن محمد الأنصاري
العام الدراسي:
1429 /1430هـ
مقدمة:
إن عدم التوافق الدراسي مشكلة تربوية ونفسية واجتماعية واقتصادية، تتجلى في عدم انسجام بعض التلاميذ داخل المؤسسة التعليمية وعدم تكيفهم مع العملية التربوية بشكل عام. وقد لفتت هذه الظاهرة أنظار المربيين وعلماء النفس والإدارة المدرسية، فدرسوا أبعادها وأسبابها وطرق علاجها، ويستطيع كل من مارس التعليم أن يقرر وجود هذه المشكلة في كل فصل تقريبا ، حيث يوجد مجموعة من التلاميذ يعجزون عن مسايرة بقية زملائهم في تحصيل واستيعاب المنهج المقرر، وفي بعض الأحيان تتحول هذه المجموعة إلى مصدر إزعاج وقلق للأسرة والمدرسة معاً، مما قد ينجم عنه اضطراب في العملية التعليمية وذلك لما يعانيه بعض التلاميذ من مشاعر النقص وعدم الكفاية والإحساس بالعجز عن مسايرة الزملاء فيحاولون جاهدين التعبير عن هذه المشاعر السلبية بالسلوك العدواني والانطواء أو الهروب من المدرسة أو إزعاج المعلمين، وبهذه الوسائل ، فهم يحققون من خلالها حاجاتهم التي عجزوا عن تحقيقها في مجال المدرسة مثل الحاجة إلى تأكيد الذات والتقدير وغيرها.
وخطط علاج غير المتوافقين دراسيا تهدف إلى استثمار وتنمية طاقات الفرد قدر المستطاع في حالة ضعفه وإحداث تغييرات بيئية مناسبة، وتطوير أسلوب التعليم بما يتناسب مع ظروف وطاقات التلاميذ وأساليب الخدمات العلاجية لغير المتوافقين دراسيا منهم.
ولذا تحتل مسألة عدم التوافق الدراسي مكانا بارزا في تفكير المشتغلين بالتربية والتعليم وعلماء النفس، وتحرص كل الدول أن تتم الاستفادة إلى أقصى حد ممكن من جميع إمكانياتهاالبشريةوالمادية.
ويتبادر في هذا المقام التساؤل التالي: ما هي الأسباب والعوامل التي يتصف بها التلميذ غير المتوافق دراسيا، و ماهي طرق العلاج؟
السمات والخصائص التي يتصف بها التلميذ غير المتوافق دراسيا:
يتصف التلميذ غير المتوافق دراسياً ببعض الخصائص والسمات مجتمعة أو منفردة والتي أوضحتها بعض الدراسات والبحوث النفسية من أهمها ما يلي :
(1) : السمات والخصائص العقلية:
أ. مستوى إدراكه العقلي دون المعدل.
ب. ضعف الذاكرة وصعوبة تذكره للأشياء.
ج. عدم قدرته على التفكير المجرد واستخدامه الرموز.
د. قلة حصيلته اللغوية.
هـ .ضعف إدراكه للعلاقات بين الأشياء.
(2) : السمات والخصائص الجسمية:
أ • صحته الجسمية غير كاملة وقد يكون مريضا نتيجة سوء التغذية؛
ب • لديه مشكلات سمعية وبصرية أو عيوب أو عاهات أو تشوهات أو .....
(3) : السمات والخصائص الانفعالية:
أ. فقدان أو ضعف ثقته بنفسه؛
ب. شرود الذهن أثناء الدرس؛
ج. عدم قابليته للاستقرار وعدم قدرته على التحمل؛
د. شعوره بالدونية أو شعوره بالعداء؛
هـ . نزوعه للكسل والتهاون.
(4) : السمات والخصائص الشخصية والاجتماعية :
أ. قدرته المحدودة في توجيه الذات أو التكيف مع المواقف الجديدة؛
ب. انسحابه من المواقف الاجتماعية والانطواء.
(5) : العادات والاتجاهات الدراسية:
أ• التأجيل أو الإهمال في إنجاز أعماله أو واجباته؛
ب• ضعف تقبله وتكيفه للمواقف التربوية والعمل المدرسي؛
ج• غير متعود على عادات دراسية جيدة؛
د• لا يستحسن المدرسة كثيرا أو يكره الذهاب إلى المدرسة.
أساليب تشخيص عدم التوافق الدراسي:
من الضروري الاهتمام بدراسة أسباب عدم التوافق الدراسي التي ترجع إلى أسباب قوية فعالة تعوق نجاح التلميذ قسرا أو اختياريا ويمكن تقسيم الأسباب إلى ثلاثة عوامل؛ نعرض لها كما يلي:
(1):العوامل البيئية:
أ.عوامل منزلية :على مستوى الأسرة الاقتصادي وذلك من ناحية:
- التغذية اليومية من حيث النوع والكم؛
- الأمراض العابرة أو المزمنة وعدم القدرة على العلاج الطبي؛
- قيام التلميذ القيام ببعض الأعمال المنزلية لمساعدة أولياء أمره؛
- القيام بأعمال مقابل أجرة لدى أشخاص آخرين لمساعدة الأسرة ماديا؛
ب. عوامل منزلية: على المستوى الثقافي للأسرة:
- كيفية متابعة التلميذ ومراقبته داخل المدرسة وفي البيت ومع رفاقه؛
- إيلاء عناية تامة بأدائه وواجباته المنزلية بعد أخذه قسطا من الراحة؛
- تعاون الأسرة مع المدرسة وإقامة جسر مستمر للتواصل وتبادل المعلومات.
ج. الجو المنزلي:
- علاقات الأبوين مع بعضهما، بحيث لا يتمكن الأطفال من ملامسة أي نزاع بين والديهما؛
- علاقات الأبناء مع بعضهم، بحيث يسهر الوالدان على تنقية الأجواء بين الأطفال وتربيتهم على المحبة والحنان والتآخي والتعاون ... ؛
د. عوامل مدرسية:
- سوء توزيع التلاميذ على الفصول، بحيث يجب أن يكون هذا التوزيع عادلا من حيث العدد الجنس والسن والتكرار ومستوى التحصيل والانتماء الاجتماعي؛
- عدم الانتظام في الدراسة وعدم الاستمرارية بوتيرة عادية، حيث يتخلل السنة الدراسية عدة توقفات تِِؤثر سلبا على الاستيعاب والمردودية المدرسية؛
- تغيير المدرسين وعدم استقرارهم بالفصول المسندة إليهم؛
- تغيبات المدرسين وعدم تعويضهم يخل بسير الدروس؛
- نقص كفاءة بعض المدرسين، الناتج عن عدم تحديث معلوماتهم، أو عن عدم استفادتهم من دورات تدريبية؛
- ضعف الإدارة المدرسية وعدم مراعاتها إشباع ميول التلاميذ؛
- كثرة المواد وكثرة الحفظ والأعمال المنزلية؛
- بعد المدرسة وقطع التلاميذ مسافات طويلة؛
- عدم فهم واستيعاب الدروس؛
- غياب الأنشطة الموازية والتظاهرات الرياضية والثقافية؛
- عدم القيام بأنشطة التثبيت والأشغال التطبيقية الميدانية لدعم الدروس النظرية؛
- بعد البرامج والمقررات عن الواقع المعاش للتلاميذ من حيث الجوانب الاجتماعية والثقافية والاقتصادية....؛
(2) . العوامل الشخصية أو الذاتية:
- عدم قدرة التلميذ على الفهم أو ضعف قدراته واستعداداته نتيجة قلة التمرن والعمل الدءوب؛
- نفور التلميذ من مادة دراسية أو أكثر نتيجة تصرفات المدرسين المكلفين بتدريس هذه المواد؛
- نفور التلميذ من مدرس أو أكثر نتيجة تصرفاتهم وعدم تمكنهم من آليات وضوابط التربية السليمة؛
(3) . العوامل الجسمية أو الصحية:
- اضطراب النمو الجسمي نتيجة تغذية غير متوازنة؛
- ضعف الصحة العامة لعدة أسباب؛
- الأمراض العابرة أو المزمنة؛
- إعاقة جسمية مثل حالات اضطراب تصيب أجهزة الكلام.
- عوامل انفعالية مثل الخجل والانطواء والقلق.
بعض العوامل الأكثر انتشارا المسببة لعدم التوافق الدراسي انطلاقا من معاشرتنا التلاميذ:
1- الضعف في الصحة العامة وهو أكثر العوامل انتشارا؛
2- ضعف البصر والنطق والسمع؛
كل هذه العوامل، منفردة أو مجتمعة، تعيق التلميذ عن التحصيل الدراسي.
الطرق العلاجية:
يختلف علاج عدم التوافق الدراسي باختلاف الأسباب:
فإذا كان السبب ضعف حيوية التلميذ وجب عرضه على الأطباء،
وكذلك الحال بالنسبة لضعاف البصر، فيكون العلاج الجلوس في الفصل في أماكن مناسبة مع التأكد من أن الضوء كاف ويمكنهم من رؤية السبورة؛
وقد يكون عدم التوافق الدراسي نتيجة عوامل نفسية معقدة:
1- ناتجة عن فقدان أحد الأبوين أو هما معا؛
2- ناتجة عن انفصال الأبوين؛
3- ناتجة عن عوامل أخرى استطاع المدرسون أو الإداريون اكتشافها؛
فيجب اللجوء إلى العيادة النفسية وبخاصة أمراض الكلام ومشكلات السلوك؛
• حالات يقع على المدرسة والمدرس عبء العلاج:
- قد تكون طريقة التدريس؛
- قسوة المدرس خاصة في الأقسام الأولى في المرحلة الابتدائية؛
ولذا فإن على المدرس أن يعاملهم معاملة تساعدهم على تفهم مشكلاتهم ونفسيتهم.
علاج عدم التوافق الدراسي:
1• اهتمام المدرس بمراعاة الفروق الفردية بين التلاميذ من حيث العمر - الذكاء- القدرة التحصيلية؛
2• ألا يكون عدد التلاميذ مرتفعا في الفصول الضعيفة نظرا لحاجة هؤلاء التلاميذ إلى رعاية خاصة كما يجب اختيار أفضل المعلمين؛
3• الاهتمام بالتوجيه التربوي أي مساعدة التلميذ لكي يصل إلى أقصى نمو له في مجال الدراسة؛
4• الاهتمام بالنواحي الصحية وفحص التلميذ فحصا شاملا بشكل مستمر؛
5• الاهتمام بالنواحي الاجتماعية وذلك بتعاون البيت مع المدرسة والتأكد من خلو حياته الأسرية من أي متاعب أو مؤثرات؛
6• تعمل المدرسة من جانبها على تهيئة الجو المدرسي الذي يشجع رغباته وميوله ويحبب إليه المدرسة؛
7• الاهتمام بإعادة النظر دوريا في المناهج وطرق التدريس وإعداد المعلمين؛
8• تنفيذ بعض البرامج الخاصة مثل مجموعات التقوية، دروس صباحية أو مسائية مجانية لهذه النوعية أو تنفيذ بعض البرامج الخاصة؛
9• قيام المستشار في التوجيه التربوي بدور ايجابي، بمساعدة الإدارة التربوية وجمعية أمهات وآباء وأولياء التلاميذ، في رعاية هذه الفئة رعاية خاصة وفق خطة علمية مدروسة ومستمرة، بتنسيق مع أولياء أمر هؤلاء التلاميذ والأخصائيين النفسانيين والاجتماعية وهيئات المجتمع المدني؛
10• كما ينبغي التأكيد على المدرس بمراعاة ما يلي عند التعامل مع التلاميذ:
11- عدم إجهاد التلميذ بالأعمال المدرسية؛
12- عدم إثارة المنافسة غير الشريفة أو المقارنة بين التلاميذ بشكل مستفز ؛
13- عدم توجيه اللوم بشكل مستمر عندما يفشل التلميذ في تحقيق أمر ما ؛
(خاتمة) :
إن مراقبة التلاميذ والاعتناء بأحوالهم النفسية والصحية، من أوجب واجبات جميع الفرقاء التربويين: آباء وأولياء التلاميذ والأطر الإدارية والتربوية وكل من له صلة بالتلميذ في المجال التربوي والتكويني.
ويلاحظ أن عوامل اللاتوافق الدراسي تؤدي بالتلاميذ بشكل مباشر إلى الرسوب والفشل وربما الانقطاع عن الدراسة ومغادرة الأسلاك الدراسية ليتضخم الهدر المدرسي وتهدر جميع الطاقات البشرية والمادية.
***************************