الصياد والجوهرة

المساهمات : 10 تاريخ التسجيل : 30/01/2009

كان هناك صياد سمك حريص وجاد في تأديته لعمله ، كان يرمي شباكه صباح كل يوم في البحر وعندما يأتي المساء يأتي ويستخرج شباكه من البحر ليتعرف على ما كتبه الله له من رزق وهو يدعي ويبتهل الله أن يكون صيده وفيراً ، وقد جرت العادة اليومية أن تخرج له في شباكه سمكة أو سمكتين فقط فيأكل واحدة في بيته ويبيع الأخرى في السوق ليشتري بها ما يحتاجه من الخبز والمتطلبات الشرائية الأخرى . وفي بعض الأيام لا يصطاد شيئاً فيرجع إلى بيته خائباً وحزيناً .
وفي ذات يومٍ ، رمى شباكه كعادته وعندما هما بإخراجها لم يجد بها سمك وإنما وجد أمراً عجباً وهي جوهرة تتلألأ داخل شباكه ، ففرح بها فرحاً شديدًا ، فأخذها وهو يطير فرحاً بها إلى منزله وكانت الدنيا لا تسعه من الفرحة وهناك في المنزل استقبلته زوجته وأخبرها بما صاده من البحر ففرحت معه وقالت له : لاشك إنها لؤلؤة باهضة الثمن اذهب الآن وأعرضها على بائع اللؤلؤ الذي يسكن في المنزل المجاور لنا .
فذهب الصياد على الفور .
الصياد: السلام عليكم .
بائع اللؤلؤ: وعليكم السلام ورحمة الله .
الصياد : هذه لؤلؤة عثرت عليها ، وحكى له الحكاية كاملة.
بائع اللؤلؤ : أعطني أنظر إليها . . يااااااااه .. إنها بالفعل جوهرة غالية ولا تقدر بثمن .. ولو بعت دكاني .. وبيتي .. وبيت جاري وجار جاري .. والحي بأكمله .. ما أحضرت لك ثمنها .. لكن .. اذهب إلى شيخ الباعة في المدينة المجاورة .. لعله يستطيع أن يشتريها منك ..!!!
الصياد : شكراً لك ووفقك الله.
أخذ صاحبنا الصياد لؤلؤته .. وذهب بها إلى البائع الكبير .. في المدينة المجاورة.
وحكى له الصياد قصته الكاملة مع الجوهرة التي يحملها.
البائع الكبير : دعني أنظر إليها .. الله .. والله يا أخي .. إن ما تملكه لا يقدر بثمن .. لكني وجدت لك حلاً .. اذهب إلى والي هذه المدينة .. فهو الوحيد القادر على شراء مثل هذه اللؤلؤة الثمينة فلا أريد أن أبخسك حقك بها .
الصياد : أشكرك على مساعدتك لي .
وعند باب قصر الوالي .. وقف صاحبنا الصياد .. ومعه كنزه الثمين .. ينتظر الإذن له بالدخول.
وعند حضرة الوالي :
الصياد : سيدي الوالي .. وقام بسرد حكايته للوالي .
الوالي : الله .. إن مثل هذه اللآلئ هو ما أبحث عنه .. لا أعرف كيف أقدر لك ثمنها .. فهي غالية جداً ... ولكن سأسمح لك بدخول خزنتي الخاصة .. وستبقى فيها لمدة ست ساعات .. خذ منها ما تشاء .. وهذا هو ثمن هذه اللؤلؤة.
الصياد : سيدي الوالي .. هذا كثير وعلك تجعلها ساعتان ،فست ساعات كثير على صياد مثلي يأخذ من الخزانة ما يشاء .
الوالي :لا بل ست ساعات .. خذ منها ما تشاء .
دخل صاحبنا الصياد خزنة الوالي .. وإذا به يرى منظرا مهولا .. غرفة كبيرة جدا .. مقسمة إلى ثلاث أقسام .. قسم مليء بالجواهر والذهب واللآلئ .. وقسم به فراش وثير .. لو نظر إليه نظرة نام من الراحة .. وقسم به جميع ما يشتهي من الأكل والشرب.
(الصياد محدثا نفسه)
ست ساعات ؟؟ إنها كثيرة فعلا على صياد بسيط الحال مثلي أنا ..؟؟ ماذا سأفعل في ست ساعات ؟؟
حسنا .. سأبدأ بالطعام الموجود في القسم الثالث .. سآكل حتى أملأ بطني .. حتى أستزيد بالطاقة التي تمكنني من جمع أكبر قدر من الذهب .
ذهب صاحبنا إلى القسم الثالث .. وقضى ساعتان من المكافأة .. يأكل ويأكل .. حتى إذا انتهى .. ذهب إلى القسم الأول .. وفي طريقه إلى ذلك القسم .. رأى ذلك الفراش الوثير .. فحدث نفسه:الآن .. أكلت حتى شبعت .. فمالي لا أستزيد بالنوم الذي يمنحني الطاقة التي تمكنني من جمع أكبر قدر ممكن .. هي فرصة لن تتكرر .. فأي غباء يجعلني أضيعها.
ذهب الصياد إلى الفراش .. استلقى .. وغط في نوم عميييييق
وبعد برهة من الزمن.
سمع صوتاً قوياً ومزعجاً (عبداً من عبيد الوالي) يقول : قم .. قم أيها الصياد الأحمق .. لقد انتهت المهلة.
الصياد : هاه .. ماذا ؟؟
العبد: نعم .. هيا إلى الخارج .
الصياد : أرجوك أتوسل إليك .. ما أخذت الفرصة الكافية فقد كانت ضيقة ولم أخذ ما جئت لأجله .
العبد :وكيف لم تأخذ الفرصة الكافية وقد كان لديك وقتاً كبيراً وأنت قلت ذلك بنفسك أن ست ساعات تقضيها داخل الخزنة كبير وكافي لآن تأخذ ما تشاء ، وأنت في هذه الخزنة .. والآن وقد أفقت من غفلتك .. تريد الاستزادة من الجواهر .. أما كان لك أن تشتغل بجمع كل هذه الجواهر .. حتى تخرج إلى الخارج .. فتشتري لك أفضل الطعام وأجوده .. وتصنع لك أروع الفرش وأنعمها .. لكنك أحمق وغافل .. لا تفكر إلا في المحيط الذي أنت فيه .. هيا خذوه إلى الخارج .
الصياد : لا .. لا .. أرجوكم .. أرجوكم ... لا لا لا .
))انتهت قصتنا ((
لكن العبرة لم تنتهي ،أرأيتم تلك الجوهرة ،هي روحك وهي صحتك وهي وقتك الذي أنعم الله به عليك في الحياة الدنيا لتفنيه في الخير . نعم إنها كنز لا يقدر بثمن ، لكنك لا تعرف قدر ذلك الكنز .
أرأيت تلك الخزنة ..؟؟
إنها الدنيا ،أنظر إلى عظمتها وما بها من الخيرات والنعم ، وأنظر إلى استغلالنا لها .
أما عن الجواهر الموجودة داخل الخزنة ،فهي الأعمال الصالحة.
وأما عن الفراش الوثير ،فهو الغفلة .
وأما عن الطعام والشراب ،فهي الشهوات .
والآن .. أخي (المسلم) صياد السمك ، وجميعنا في الدنيا كأخينا صياد السمك في هذه القصة .. أما آن لك ولنا أن نستيقظ من نومنا .. ونترك الفراش الوثير .. ونجمع الجواهر الموجودة بين أيدينا .. قبل أن تنتهي المهلة المحددة لنا من الله عز وجل في هذه الدنيا وهي مدة أعمارنا. ونتحسر على ما فات ويأتي الجنود ويخرجوننا من هذه النعمة التي ننعم بها .

المساهمات : 31 تاريخ التسجيل : 27/01/2009

ما شاء الله تبارك الله تتميز حتى في أختيار المواضيع
ستحصل بأذن الله على البطاقة الذهبية يوم السبت
حفظك الله وأقر الله بك عين والديك

المساهمات : 10 تاريخ التسجيل : 30/01/2009

rupa كتب:: ما شاء الله تبارك الله تتميز حتى في أختيار المواضيع
ستحصل بأذن الله على البطاقة الذهبية يوم السبت
حفظك الله وأقر الله بك عين والديك

استاذي الفاضل / مرورك على موضوعي زاده بريقًا وتشريفًا وذهبيتي حصلت عليها بمرورك وكلماتك الرائعة التي تعتبر وسام فخرا واعتزاز لي ... تقبل فائق التحية والتقدير من ابنك حازم ؛؛؛

أشكرك على القصه الأكثر من رائعه وانا متشوق لمواضيعك المتميزه والرائعه استمر في ذلك

المساهمات : 10 تاريخ التسجيل : 30/01/2009

نايف علي الزهراني كتب:: أشكرك على القصه الأكثر من رائعه وانا متشوق لمواضيعك المتميزه والرائعه استمر في ذلك

شكراً صديقي العزيز نايف على مرورك ونشاطك ملحوظ في المنتدى زادك الله حركة وبركة ..

وبعدين ليه حولت كرة سلة مع إني اعرف انك من هواة كرة القدم scratch

هههههههه هذي الصوره في نظري زيادة النشاااط ونسيت اقوولك مبررروك البطااقه الذهبيه cheers

المساهمات : 8 تاريخ التسجيل : 31/01/2009

مشكور عالقصة الأكثر من رائعة ومبررروووك عليك البطاقة الذهبيىة
وعقبال البطاقة الألماسية

سلآم.

المساهمات : 3 تاريخ التسجيل : 01/02/2009

بسم الله والصلاة على رسول الله:
ابني الفاضل حازم لله درك طالباً للعلم قد اخترت واجدت أتمنى من الله لك دوام التوفيق والنجاح وابارك لك البطاقة الذهبية.
واتمنى ان تكون فعلا الجوهرة بيدك عن قريب بارك الله فيك وأقر بك عيني والديك و1000000مبروك لمدرستك التي احتوت رجل المستقبل حازم حنشلي.

المساهمات : 104 تاريخ التسجيل : 27/01/2009

ولله يحازم موضوك ممتاز %100

وعقلك نضف ماشاء الله وانشاء الله نتقابل في الجامعه Suspect